ما هي الرسالة الباقية؟

ما هي الرسالة الباقية؟

ما هي الرسالة الباقية؟

استسلام لله

$Thomas_Carlyle.jpg*

توماس كارلايل

كاتب ومؤرخ اسكتلندي
الله لا شريك له
"لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هو الحق، وكل ما خلاه باطل، خَلَقنا ويرزقنا، إن الإسلام هو أن نسلم الأمر لله، ونذعن له، ونسكن إليه، ونتوكل عليه، وأن القوة ـ كل القوة ـ في الاستقامة لحكمته، والرضا بقسمته مهما كانت في هذه الدنيا وفي الآخرة، ومهما يصيبنا به الله ـ ولو كان الموت الزؤام ـ فلنتلقه بوجه مبسوط، ونفس مغتبطة راضية، ونعلم أنه الخير وأنه لا خير إلا هو، إن من السخف أن يجعل الإنسان من دماغه الضئيل ميزانًا للعالم وأحواله، بل عليه أن يعتقد أن للكون قانونًا عادلًا، وإن غاب عن إدراكه، وأن الخير هو أساس الكون، والصلاح روح الوجود.. عليه أن يعرف ذلك ويعتقده ويتبعه في سكون وتقوى".

تسمَّت كل ديانة من الديانات على اسم شخص معين مؤسس لها أو أمة خاصة وجِدت فيها؛ فنسبة إلى "زرادشت "كانت الزرادشتية، وإلى "بوذ" نُسبت البوذية، ولأن اليهودية ظهرت في قبيلة "يهوذا"، سميت باليهودية، وكانت النصرانية اقتباسًا من النصارى، هذا بخلاف الإسلام

$Gustaf_Lubon.jpg*

جوستاف لوبون

مؤرخ فرنسي
لا فرق بين عربي وأعجمي
"ليس المسلمون أجانب في نظر بعضهم إلى بعض مهما اختلفت الشعوب التي ينتسبون إليها، ولا فرق في دار الإسلام بين الصيني المسلم والعربي المسلم في التمتع بجميع الحقوق، وبهذا تختلف الحقوق الإسلامية عن الحقوق الأوروبية اختلافًا أساسيًّا".

فلم يرتبط برجل أو أمة خاصة، وإنما كل من يستسلم لله تعالى، ويمتثل لأوامره ويجتنب نواهيه، خاضعًا له وحده، فقد أسلم نفسه لله تعالى، فإذا اتبع خاتم الأنبياء والمرسلين محمدًا صلى الله عليه وسلم، وانقاد للدين الحق الذي جاء به، فآمن به واتبعه؛ فهو المسلم بحق، مهما كان في أي زمان أو مكان، ومن أي لون أو جنس.

دين الكون كله

الإسلام هو ما سار عليه هذا الكون كله، قال تعالى{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83]

، فمن المعلوم أن كل شيء في هذا الكون مُنقاد لقاعدة معينة، وسُنة ثابتة؛ فالشمس والقمر والنجوم والأرض مسخرات تحت قاعدة مطردة، لا قِبل لها بالحراك عنها أو الخروج عليها ولو قيد شعرة، حتى إن الإنسان نفسه إذا تدبرت شأنه تبين لك أنه مذعن لسنن الله إذعانًا تامًّا، فلا يتنفس ولا يحس حاجته إلى الماء والغذاء والنور والحرارة إلا وفقًا للتقدير الإلهي المنظم لحياته، وتنقاد لهذا التقدير جميع أعضائه؛ فالوظائف التي تؤديها هذه الأعضاء لا تقوم بها إلا بحسب ما قرر الله لها.

وهذا التقدير الشامل الذي يستسلم له ولا ينفك عن طاعته شيء في هذا الكون، من أكبر كوكب في السماء إلى أصغر ذرة من الرمل في الأرض، هو من تقدير إله ملك جليل مقتدر؛ فإذا كان كل شيء في السماوات والأرض وما بينهما منقادًا لهذا التقدير يتبين أن الإسلام دين الكون أجمع؛ لأن الإسلام معناه الانقياد والامتثال لأمر الآمر واجتناب نواهيه بلا اعتراض، فالشمس والقمر والأرض مستسلمة، والهواء والماء والنور والظلام والحرارة مستسلمة، والشجر والحجر والأنعام مستسلمة، قال تعالى {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الجاثية: 13]

بل إن الإنسان الذي لا يعرف ربه ويجحد وجوده وينكر آياته، أو يعبد غيره، ويشرك به سواه، هو مستسلم من حيث فطرته التي فُطر عليها. أما الإنسان فيتنازعه أمران: الأمر الأول: الفطرة التي فطر الله الناس عليها من الاستسلام والخنوع ومحبة التعبد له والتقرب إليه، ومحبة ما يحبه الله من الحق والخير والصدق، وبُغض ما يبغضه الله من الباطل والشر والجور والظلم، وما يتبع ذلك من دواعي الفطرة من محبة المال والأهل والولد، والرغبة في الأكل والشرب والنكاح، وما يتطلبه ذلك من قيام أعضاء الجسم بوظائفها اللازمة لها. الأمر الثاني: مشيئة الإنسان واختياره، وقد أَرسل الله إليه الرسل وأنزل الكتب؛ ليميز بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والخير والشر، وأمدَّه بالعقل والفهم ليكون على بصيرة في اختياره؛ فإن شاء سلك طريق الخير فقاده إلى الحق والهدى، وإن شاء سلك سُبل الشر فقادته إلى الشر والبوار{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}[الكهف: 29]

فإذا نظرت إلى الإنسان باعتبار الأمر الأول وجدته مجبولًا على الاستسلام، مفطورًا على التزامه، ولا محيد له عنه، شأنه شأن غيره من المخلوقات. وإذا نظرت إليه باعتبار الأمر الثاني وجدته مختارًا يختار ما يشاء، فإما أن يكون مسلمًا وإما يكون كافرًا، قال تعالى{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3]

؛ ولذا تجد الناس على نوعين: إنسان يعرف خالقه، ويؤمن به ربًّا ومالكًا وإلهًا يعبده وحده، ويتبع شريعته في حياته الاختيارية، كما هو مفطور على الاستسلام لربه، لا محيد له عنه، تابع لتقديره، وهذا هو المسلم الكامل الذي قد استكمل إسلامه، وقد أصبح علمه صحيحًا؛ لأنه عرف الله خالقه وبارئه الذي أرسل إليه الرسل وأولاه قوة العلم والتعلم، وأصبح عقله صحيحًا ورأيه سديدًا؛ لأنه أعمل فكره، ثم قضى ألا يعبد إلا الله الذي أكرمه بموهبة الفهم والرأي في الأمور، وأصبح لسانه صحيحًا ناطقًا بالحق لأنه لا يقر الآن إلا برب واحد هو الله تعالى الذي أنعم عليه بقوة النطق والكلام، فكأن حياته ما بقي فيها الآن إلا الصدق؛ لأنه منقاد لشرع الله فيما له الخيرة فيه من أمره، وامتدت بينه وبين سائر المخلوقات في الكون آصرة التعارف والتآنس، لأنه لا يعبد إلا الله الحكيم العليم، الذي تعبده وتذعن لأمره وتنقاد لتقديره المخلوقات كلها، وقد سخرها من أجلك أيها الإنسان، قال تعالى{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور} [لقمان: 22]

دين الأنبياء والرسل جميعاً

الإسلام هو الدين الذي أنزله الله للبشرية جمعاء، قال تعالى{فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34]

وهو دين الأنبياء والرسل جميعا، قال تعالى{قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136]

، فقد آمن به رسل الله، وأعلنوا إسلامهم لله، ودعوا إليه، قال الله تعالى عن نوح عليه السلام{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ٧١ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }[يونس:71- 72]، وقال جل ثناؤه عن إبراهيم عليه السلام {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }[البقرة: 131]

بل ووصى به إبراهيم بنيه من بعده، قال تعالى في ذلك{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٣٢ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:131- 133]

، وقال عز شأنه عن موسى عليه السلام{وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84]

، وقال في خبر المسيح عليه السلام {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة: 111]

والإسلام هو الرسالة السماوية الأخيرة للبشرية الذي بعث الله به رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعًا، والذي كمّله الله ورضيه لعباده دينًا، قال الله تعالى{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وفي هذه الآية الكريمة يخبر الله تعالى أنه رضِيَ للبشرية الإسلام دينًا، لا يسخطه أبدًا، وأعلن الله تعالى أنه الدين الحق، وأنه لا يقبل من أحد دينًا سواه، فقال الله تعالى{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، وقال تعالى أيضًا{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]

فأكد الله تعالى في الآية الأولى أن الدين لديه هو الإسلام فقط، وأخبر في الآية الثانية أنه تعالى لن يقبل من أحد دينًا غير الإسلام، وأن الفائزين السعداء بعد الموت هم المسلمون فقط، وأن الذين يموتون على غير الإسلام خاسرون في الدار الآخرة، وأنهم يُعذَّبون في النار؛ ولهذا أعلن جميع الأنبياء إسلامهم لله، وأعلنوا براءتهم ممن لا يسلم، فمن أراد من اليهود والنصارى النجاة والسعادة فليدخل في الإسلام، وليتبع رسول الإسلام محمدًا صلى الله عليه وسلم ، حتى يكون تابعًا حقًّا لموسى وعيسى عليهما السلام؛ لأن موسى وعيسى ومحمدًا وجميع رسل الله كلهم مسلمون، دعوا جميعًا إلى الإسلام؛ لأنه دين الله الذي بعثهم به، ولا يصح لأحد ممن وُجد بعد بعثة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم إلى نهاية الدنيا، لا يصح له أن يسمِّي نفسه مسلمًا لله، ولا يقبل الله منه هذا الادعاء إلا إذا آمن بمحمد رسولًا من عند الله، واتبعه، وعمل بالقرآن الذي أنزله الله عليه، فقد قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به، إلا كان من أصحاب النَّار [رواه مسلم]

الرسالة الكاملة

$Gustaf_Lubon.jpg*

جوستاف لوبون

مؤرخ فرنسي
الإسلام سهل
إن سهولة الإسلام العظيمة تشتق من التوحيد المحض، وفي هذه السهولة سرّ قوة الإسلام، والإسلام وإدراكه سهل خال مما نراه في الأديان الأخرى ويأباه الذوق السليم من المتناقضات والغوامض، ولا شيء أكثر وضوحًا من أصول الإسلام القائلة بوجود إله واحد، وبمساواة جميع الناس أمام الله".

هذا الإسلام الذي بعث الله به رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم للناس جميعًا هو دين الإيمان بالله وتوحيده، قال تعالى{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٦٥ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر:65- 66]

إنه دين إخلاص العبادة له وحده، قال تعالى {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ٣٩ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف:39- 40]

وهو دين العقول السليمة الذي لو عُرض على حقيقته وصفائه لانقادت له النفوس طائعة مستسلمة، قال تعالى{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 40]

، دين الدليل والبرهان والحجة{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[النمل: 64]

دين الراحة والسعادة والطمأنينة{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]

$IbraheemKhaleel.jpg*

إبراهيم خليل

قس مبشر مصري
لا عبودية لغير الله
"استوقفني كثيرًا نظام التوحيد في الإسلام، وهو من أبرز معالم الإسلام. إن التوحيد يجعلني عبدًا لله وحده، لست عبدًا لأي إنسان، التوحيد في الإسلام يجرّد الإنسان، ويجعله غير خاضع لأي إنسان، وتلك هي الحرية الحقيقية؛ فلا عبودية إلا لله وحده".

وفي دين الإسلام الذي بعث الله تعالى به رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم أحل الله الطيبات النافعة، وحرم الخبائث الضارة، وأمر بكل معروف، ونهى عن كل منكر، وهو دين سهل سمح ميسر، لا مشقة فيه، ولا تكاليف ولا أعباء لا يتحملها البشر، قال الله تعالى{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157]

$Michael_Hart.jpg*

مايكل هارت

كاتب أمريكي
الدين والدنيا معًا
"إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يُخول محمدًا أن يُعتبر أعظم شخصية منفردة ذات تأثير في تاريخ البشرية".

وهو دين شامل كامل صالح لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فقد جاء بما يحتاج إليه البشر في دينهم ودنياهم.

هو طريق السعادة والطمأنينة، طريق العلم والحضارة، طريق العدل والإحسان، طريق الكرامة والحرية، طريق لكل خير وبر، فما أعظم هذا الدين وما أكمله!! ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله تعالى؟ قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]

$Goethe.jpg*

جوتة

أديب ألماني
ولِمَ لا؟!
"إذا كان هذا هو الإسلام، أفلا نكون جميعا مسلمين"؟!

وهذا نداء من خالقك ـ الذي هو أرحم بك من نفسك التي بين جنبيك ـ يناديك للخروج من الظلمات إلى النور، قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران: 64]

$b-w_nehru.jpg*

جوار لال نهرو

أول رئيس وزراء للهند
ثقة محمد برسالته
"لربما خامرت هؤلاء الملوك والحكام الذين تسلموا كتب الرسول الدهشة من هذا الرجل البسيط الذي يدعوهم إلى الطاعة، ولكن إرسال هذه الكتب يعطينا صورة عن مقدار ثقة محمد بنفسه ورسالته، وقد هَيَّأ بهذه الثقة وهذا الإيمان لأمته أسباب القوة والعزّة والمنعة، وحوّلهم من سكان صحراء إلى سادة يفتحون نصف العالم المعروف في زمانهم، وقد توفي محمد بعد أن جعل من القبائل العربية المتنافرة أمة واحدة تتقد غيرة وحماسًا".

وفي مقابل ذلك العبد الذي أسلم وجهه لله تعالى فهناك إنسان آخر، أبى إلا أن يغطي فطرته التي فطره الله عليها من الإسلام ويسترها بحجاب من الجحود والنكران رغم تتابع الآيات والمعجزات الدالة على صحة وصدق هذا الدين، فاختار لنفسه الشرك خلافًا لتوحيد الله عز وجلّ، وظلمات الأوهام والخرافات والأساطير بديلًا عن نور الحق واليقين والهدى، ورضيَ لنفسه أن يكون عبدًا لبشر مثله من الأحبار والرهبان، بل والرسل بدلًا من أن يكون عبدا لله الواحد الأحد؛ فطمس فطرته، وألغى عقله، وأذعن للشهوات والشبهات تاركًا فطرة الله التي فطره إياها، فما ولد مولود إلا على فطرة الإسلام {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم: 30]

$Arnold_Toynbee.jpg*

آرنولد توينبي

مؤرخ بريطاني
رسالة نبوة محمد
"لقد كرّس محمد حياته لتحقيق رسالته في كفالة هذين المظهرين في البيئة الاجتماعية العربية؛ وهما: الوحدانية في الفكرة الدينية، والقانون والنظام في الحكم، وتم ذلك فعلًا بفضل نظام الإسلام الشامل الذي ضم بين ظهرانيه الوحدانية والسلطة التنفيذية معًا؛ فغدت للإسلام بفضل ذلك قوة دافعة جبارة نقلت العرب من أمة جهالة إلى أمة متحضرة".

ولك أن تقدر الآن بنفسك ما ارتكس فيه الكافر من الضلال البعيد والغي المبين، قال تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا} [فاطر: 39]

فما هي أصول ومصادر وخصائص هذه الرسالة؟




كلمات دليلية: