توماس كارليل

شواهد المؤلف:
  • أخلاق النبوة
  • إني لأحب محمدًا؛ لبراءة طبعه من الرأي والتصنّع، ولقد كان ابن القفار هذا رجلًا مستقل الرأي؛ لا يعول إلا على نفسه ولا يدعي ما ليس فيه، ولم يكن متكبرًا؛ ولكنه لم يكن ذليلًا، فهو قائم في ثوبه المرقع كما أوجده الله وكما أراده، يخاطب بقوله الحرّ المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة، وكان يعرف لنفسه قدرها، وكان رجلًا ماضي العزم لا يؤخر عمل اليوم إلى غد.


  • الله لا شريك له
  • لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هو الحق، وكل ما خلاه باطل، خَلَقنا ويرزقنا، إن الإسلام هو أن نسلم الأمر لله، ونذعن له، ونسكن إليه، ونتوكل عليه، وأن القوة ـ كل القوة ـ في الاستقامة لحكمته، والرضا بقسمته مهما كانت في هذه الدنيا وفي الآخرة، ومهما يصيبنا به الله ـ ولو كان الموت الزؤام ـ فلنتلقه بوجه مبسوط، ونفس مغتبطة راضية، ونعلم أنه الخير وأنه لا خير إلا هو، إن من السخف أن يجعل الإنسان من دماغه الضئيل ميزانًا للعالم وأحواله، بل عليه أن يعتقد أن للكون قانونًا عادلًا، وإن غاب عن إدراكه، وأن الخير هو أساس الكون، والصلاح روح الوجود.. عليه أن يعرف ذلك ويعتقده ويتبعه في سكون وتقوى.


  • افتراء وبهتان
  • يزعم المتعصبون أن محمدًا لم يكن يريد إلا الشهرة الشخصية ومفاخر الجاه والسلطان، كلَّا وأيم الله لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير ابن القفار والفلوات، العظيم النفس، المملوء رحمةً وخيرًا وحنانًا وبرًّا وحكمةً، أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا وتلك نفس صافية ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين؟!




كلمات دليلية: