أدلة ألوهية الله عز وجل

أدلة ألوهية الله عز وجل

أدلة ألوهية الله عز وجل.

%%

وما من إله إلا الله
"هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي".سفر إشعياء (اش44: 6)

إذا ما استقرت الفطر السليمة والعقول السويَّة على أن لهذا الكون ربًّا، ولهذه المخلوقات خالقًا؛ فأجمعت على ربوبيته؛ وانقادت له سبحانه واحدًا في ربوبيته، فهي تعلنها مدوية بأنه جل شأنه واحدٌ في ألوهيته، لا نِدَّ ولا شريك له في ألوهيته، وآيات ذلك جلية واضحة، ومنها:

هل يمكن أن يكون للكون إلهين؟؟

لا تجد العقول بُدًّا من الإقرار بوجود إله واحد، وإلا لو كان ثمة إلهين اثنين ـ على سبيل الفرض الجدلي ـ يبقى السؤال: كيف إذا تعارضا واختلفا وأراد كل منهما أن ينفذ مشيئته؟!! فأراد أحدهما أمرًا وأراد الآخر خلافه؟! فلا محالة أن يعلو أحدهما على الآخر، ولا يعدو الأخير إلا أن يكون عاجزًا، وهل يكون العاجز إلهًا؟!! ويبقى أن الإله واحد، قال تعالى{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ 91 عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ92} [المؤمنون:91- 92].

الإله ليس بعاجز

مِنْ العجبٍ أن يتعبد المرء لعاجز لا حول له ولا قوة، ليس له ملك السماوات والأرض، لا ولن يخلق شيئًا، لا يملك لنفسه ـ فضلًا عن غيره ـ ضرًا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا!! قال تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا 1 الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا 2 وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} [الفرقان:1-3]

وإلا لو كان الأمر كما يقول المشركون من أن مع الله آلهة تعبد لِتُقرِّب إليه وتشفع لديه ـ لكان أولئك المعبودون يعبدونه ويتقربون إليه ويبتغون إليه الوسيلة والقربى، قال تعالى{قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا 42 سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء:42-43] ، بل هو الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.

فهؤولاء المعبودون لا يملكون شيئًا ولا يستطيعون؛ قال تعالى{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ 22 وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 22-23] ؛ أي: قُل للمشركين بالله غيره من المخلوقات التي لا تنفع ولا تضر، ملزمًا لهم بعجزها، ومبينًا لهم بطلان عبادتها: ادعُوا مَن زعمتموهم شركاء لله، إن كان دعاؤكم ينفع، فإنهم قد توفرت فيهم أسباب العجز، وعدم إجابة الدعاء من كل وجه، فإنهم ليس لهم أدنى مُلك؛ فـلا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرضِ على وجه الاستقلال، ولا على وجه الاشتراك، وما لتلك الآلهة الذين زعمتم في السماوات والأرض من شرك، لا قليل ولا كثير، فليس لهم مُلك، ولا شراكة مُلك، بقيَ أن يُقال: ومع ذلك فقد يكونوا أعوانًا للمالك، ووزراء له، فدعاؤهم يكون نافعًا؛ لأنهم ـ بسبب حاجة الملك إليهم ـ يقضون حوائج من تعلَّق بهم؛ فنفى تعالى هذه المرتبة فقال{وَمَا لَه}أي: لله تعالى الواحد القهار{مِنۡهُ}؛ أي: من هؤلاء المعبودين {مِّن ظَهِيرٖ} أي: معاون ووزير يساعده على الملك والتدبير.

نسق واحد ..إله واحد

$Herschel.jpg*

هرشل

فيلسوف وفلكي بريطاني
وحدانية الله
"كلما اتسع نطاق العلوم تحققت وكثرت الأدلة على وجود حكمة خالقة قادرة مطلقة، وعلماء الأرضيات والهيئة والطبيعيات والرياضيات يهيئون بمساعيهم واكتشافاتهم كل ما يلزم لإنشاء معبد العلوم إعلاء لكلمة الخالق".

إن النظر في هذا الكون وجريانه في نسق واحد محكم منتظم على نحو مبدع معجز؛ ليدل أكبر دلالة على أنه من تدبير إله واحد عليم قدير، قال تعالى {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ 163 إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [البقرة:163- 164]

أليس هذا النسق المحكم والنظام الذي يسير طوال الحياة فلا يختل ولا يتوقف ثانية واحدة مما يترتب عليه خراب العالم،كل ذلك لا يقدر عليه إلا الله، أليس المبدع هذا الإبداع في الخلق والتدبير واحد لا ضدَّ له ولا شريك؟! ألا يدل هذا دلالة واضحة راسخة على استحالة وجود إلهين لكل من كان يعقل؟!

قال تعالى{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}[الأنبياء: 22]

$Plato.jpg*

أفلاطون

فيلسوف يوناني
الغاية العليا
"هذا العالم يظهر لنا على هذا النحو الذي لم يُترك فيه شيء للمصادفة، بل كل جزء من أجزائه متجهًا نحو غاية، وتلك الغاية متجهة إلى غاية أعلى منها، وهكذا يتم الوصول إلى غاية نهائية منفردة وحيدة".

أي لو كان في السماوات والأرض آلهة إلا الله لفسدتا وفسد من فيهما من المخلوقات، فإن العالم ـ على ما يُرى ـ في أكمل ما يكون من الصلاح والانتظام، الذي ما فيه خلل ولا عيب، ولا ممانعة، ولا معارضة، فدل ذلك على أن مدبره واحد، وربه واحد، وإلهه واحد، فلو كان له مدبران وربان أو أكثر من ذلك؛ لاختل نظامه، وتقوضت أركانه؛ فإنهما يتمانعان ويتعارضان، وإذا أراد أحدهما تدبير شيء، وأراد الآخر عدمه، فإنه محال وجود مرادهما معا، ووجود مراد أحدهما دون الآخر، يدل على عجز الآخر، وعدم اقتداره، واتفاقهما على مراد واحد في جميع الأمور غير ممكن؛ فإذًا يتعين أن يكون القاهر الذي يُوجِد مراده وحده من غير ممانع ولا مدافع هو الله الواحد القهار.

التوحيد دين الأنبياء كلهم

$The_Old_Testament.jpg*

العهد القديم (التوراة)

الرب واحد
"الرب هو الإله ليس آخر سواه» (سفر التثنية 4 : 35)، «أنا الرب وليس آخر لا إله سواي" (أشعياء 45 : 5).

أجمع النبيون والمرسلون من آدم عليه السلام، ثم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم كلهم ـ وهم مَنْ هم في عصمة النفس ورجاحة العقل وصدق القول وأمانة التبليغ والرشد والسداد ـ على توحيد الله عز وجل، وأن لا إله إلا الله، قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]

، وقال جل ثناؤه عن نوح عليه السلام { َقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 59]وقال سبحانه عن عيسى عليه السلام{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72]

$The_Gospel_of_arnabas.jpg*

العهد الجديد (الإنجيل)

الإله واحد
"للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (متى 4: 10، لوقا 4 : 8)، «وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك، أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا 17 : 3).

وأمر سبحانه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يقول لقومه{قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [الأنبياء: 108]

فأجدر بذوي العقول الراجحة أن يتبعوا أنبياءهم، وأن يوحدوا الله تعالى، ويؤمنوا به ربًّا وإلهًا؛ حتى ينالوا سعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]

، فإن العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في هذه الأرض، ليس بالضرورة أن تكون ناعمة رغدة ثرية بالمال، فقد تكون كذلك، وقد تكون حياة طيبة ولكن دون المال والثراء؛ ففي الحياة أشياء كثيرة غير المال تطيب بها الحياة، ففيها الاتصال بالله والثقة به والاطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه، وفيها الصحة والهدوء والرضا والبركة وسكن البيوت ومودات القلوب، وفيها الفرح بالعمل الصالح وآثاره في الضمير وآثاره في الحياة، وليس المال إلا عنصرًا واحدًا من زينة الحياة{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46]

، فحين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله يكون لطيب الحياة معنى آخر وللسعادة معنى آخر.

$Cat_Stevens.jpg*

كات ستيفنس

مغني إنجليزي
دليل السعادة
"لم أكـــن أعرف السعــــادة من قبل، ومنذ بدأت قراءة القرآن وأنا أتساءل وأتعجب: لماذا يسير الناس على غير هدى في هذه الدنيا، والدليــل أمامهم والضوء أمامهم"؟!

فإن أبى الإنسان إلا الإعراض؛ فقد رضِي لنفسه دروبًا من الشقاء والتعاسة يهيمُ فيها بلا انقطاع، وقد ولغ في الأحزان والهموم التي تقطع القلب حسرات ونكبات ضائعًا تائهًا، قال سبحانه{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}[الأنعام: 125]

، فمن وحَّد الله وحده لا شريك له فله شرح الصدر والراحة والطمأنينة، ومن أضله جعل صدره ضيقًا حرجًا مهمومًا مغمومًا والعياذ بالله، وهو مثل لمن آمن ووحَّد، ومن أشرك وضلّ، وقد ضرب الله مثلًا آخر؛ فقال{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 29]

$Human_Organization_Rights.jpg*

%%

الانتحار والدين
قام خبيران من منظمة الصحة العالمية (WHO) الدكتور جوس مانويل والباحثة أليساندرا فليشمان بتحديد العلاقة بين الإنتحار والدين كانت النتيجة كالتالي: في بحثهما العلمي الموثق من مراجع الأمم المتحدة A global perspective in theepidemiology of suicide $statics.jpg*

فالمشرك مثله كرجل يملكه عدد من الرجال من ذوي الأخلاق الشرسة والطباع الجافة؛ فهم يتنازعونه، هذا يقول له تعال، والآخر يقول له اجلس، والثالث يقول له قُم؛ فهو في حيرة من أمره لا راحة بدن ولا راحة ضمير أونفس، والموحِّد مثله كرجل سلَم، أي: خالص وسالم لرجل واحد، آمره وناهيه واحد، هل يستوي الرجلان؟! فالحمد لله، والثناء الجميل لله، والشكر العظيم له سبحانه وتعالى على أنه رب واحد وإله واحد لا إله غيره ولا رب سواه، أما من لا يعلمون فيعيشون في شقاء النزاع الداخلي وما يصاحبه من هم وغم واكتئاب وحيرة وتخبط وانتحار.




كلمات دليلية: